فحوصوات الدم لهجن السباقات تعتبر بمثابة المرآه التى تعكس مستوى اللياقة البدنية للهجن الى ارقام يمكن التعامل معها و تعديلها للوصول الى النسب المثلى و بالتالى تحسين اللياقة البدنية و الارتقاء بمستوى هجن السباقات.
نظرا للاهمية القصوى لفحوصات الدم لهجن السباقات لكل المهتمين بهذة الرياضة سواء كانوا اطباء بيطريين ام مضمرين سنتناول هذا الموضوع على جزئين نتعرض فيها لكل ما يخص فحص الدم و توصيل المادة العلمية بشكل مبسط.
مكونات الدم:
الدم يتكون من جزئين مكون خلوى (خلايا كريات الدم البيضاء و الحمراء و الصفائح الدموية) و مكون سائل و يتمثل فىما يعرف باسم (البلازما ).
فى الجزىء الاول نتناول المكون الخلوى:
أهم جئ فى فحوصات الدم لهجن السباقات هو كريات الدم الحمراء و هو الشاغل الاكبر للمضرين و اول ما يسال عنة المضمر للطبيب البيطرى فى نتيجة الفحوصات المخبريه. و تكتسب كريات الدم الحمراء هذة الاهمية لاحتوائها على الهيموجلوبين و هو المسؤال عن حمل الاكسجين الى الخلايا المختلفة فى العضلات و غيرها من الانسجة و حرق الغذاء المتمثل فى الجلوكوز لانتاج وحدات الطاقة الرئيسية ATP (أى – تى – بى) فيما تعرف بعملية (التنفس الهوائى) و فى حالة نقص الهيموجلوبين تتوقف هذة العملية تدريجيا و يتحول التنفس من الهوائى باستخدام الهيموجلوبين المشبع بالاكسجين الى (التنفس الاهوائى) و التى تقل فيها انتاج وحدات الطاقة ATP بشكل كبير جدا و يتكون حامض الاكتيك و الذى يشكل التهديد الحقيقى فى تردى مستوى المطايا فى السباقات لان تراكم هذا الحامض يؤدى الى ارتفاع الحموضة و انخفاض شديد فى اللياقة و هذا ما يظهر بشكل واضح فى الكيلومتر او النصف كيلومتر الاخير من مضمار السباق حيث تنهار لياقة المطية فجئة و لا تستجيب لنداء و لا توجيهات مضمرها .
هناك عدة مؤشرات لتقييم كرات الدم الحمراء و منها RBCs و هو يعبر عن عدد كريات الدم الحمراء و Hb (الهيموجلوبين) و PCV أو HCT (نسبة كرات الدم الحمراء للدم و يعرف عند المضمرين بنسبة الدم اوبعضهم يسميه بضغط الدم) و MCV و MCH و MCHC و MCHC و RDW وهناك بعض الاجهزة تقيس معايير اخرى مثل خلايا ال Reticulocyte (أعدادها و أحجامها و نسبتها لخلايا كريات الدم الحمراء). و بعيدا عن تعقيدات و دلالات كل واحده منها و التى يعرفها المتخصصين من الاطباء البيطريين فيهتم المضمرين بالسؤال عن عدد كرات الدم الحمراء RBCs و الهيموجلوبين Hb و نسبة الدم PCV (HCT) و يتعامل الاطباء بهذة المعايير فقط مع المضمرين و قد يكون هذا من باب التيسسير و احيانا قد يكون بسبب عدم دراية كاملة بدلالات هذة المعيايير و التى لا تقرأ او تفسر فرادى و لكن يقرأ الفحص كله ككتله واحدة و يتم الربط بهم جميعا للوصول الى التشخيص المناسب فى حال وجود اى قيم غير طبيعية و اختلال فى مستوى لياقة المطية.
تركيب الهيموجلوبين:
و لفهم كيفية علاج اى خلل بمعايير التى تحدثنا عنها سابقا يجب التطرق بعجالة على تركيب الهيموجلوبين و كيفية تكوينة داخل جسم المطية. الهيموجلوبين كما هو ظاهر من الاسم يتكون من مقطعين (الهيم) (Heme) و المقطع الاخر (الجلوبين) (Globin) و هو عبارة عن نوع من البروتين اما (الهيم) فيدخل فى تركيبة الحديد و النحاس و فيتامين ب12 و هذا يوضح لماذا نستخدم العلاج بالحديد و النحاس و فيتامين ب12 لرفع قيم معايير فحص الدم. و تتم انتاج الهيموجلوبين داخل خلايا كريات الدم الحمراء داخل نخاع العظام تحت تاثير هرمون (إرثروبيوتين) الذى يفرز من الكلى و عليه فالاصابة بامراض الكلى تؤثر على انتاج الهيموجلوبين لذلك فربط قيم كريات الدم الحمراء بفحض انزيمات الكلى ضرورى لمعرفة اسباب انخفاض الهيموجلوبين .
كنتيجة لاى فحص قد تكون معايير او قيم فحص كريات الدم الحمراء طبيعية او مرتفعة او منخفضة.
الاحتمال الاول ان تكون القيم طبيبعية بمعنى مثلا ان نسبة الدم (PCV/HCT) الطبيعية فى الإبل (12-17%) و القيم الطبيعية الموضوعة هنا هى قيم متوسطة للابل عموما على جميع الاعمار و جميع الاغراض سواء كانت إبل سباقات او مزايين او تربية و ليست معنى هذا ان تكون مطيه عمرها سنتين (حقة) نسبة الدم (PCV/HCT) 12% انها طبيعية بناءا على هذا المرجع و لكن الواقع غير هذا فكما هناك مصطلح النسبة الطبيعية فهناك مصطلح يسمى بالنسبة المثلى و هى نسبة تختلف قطعا على حسب العمر و الجنس و الفروق الفردية من مطية لاخرى فكلما زاد العمر قلت النسبة المثلى فمثلا اذا كانت نسبة الدم المثلى تقريبا فى سن سنتين (حقايق) هى 31% فتكون فى سن 3 سنوات (اللقايا) 30% و فى سن 4 سنوات (جذاع) 29% و فى سن 5 سنوات (الثنايا) 28%. بالنسبة للجنس فالذكور اكثر ارتفاعا من الاناث ولكن بفارق ضئيل فمثله فى عمر سنتين يكون نسبة الدم فى الذكور 31% و فى الانات 30.5%. اما الفروق الفردية فهذة يحددها المضمر (المدرب)فالمضمر المجتهد هو الذى يستطيع تحديد النسبة المثلى للدم لكل مطية على حده و يأى هذا بالخبرة عن طريق ربط افضل توقيت زمنى لكل مطية مع نتيجة اخر فحص لها قبل الركض مباشرا لذلك يفضل تحليل الدم اليوم قبل الركض او التفحيم.
الاحتمال الثانى هو أن تكون قيم الفحص مرتفعة و قد يكون الارتفاع نسبى بمعنى ان كريات الدم الحمراء و الهيموجلوبين ثابتة و لكن سوائل الدم (البلازما) انخفضت و هذا يحدث بشكل طبيعى فى فصل الشتاء حيث يقل استهلاك الابل للمياه و قد يحدث ايضا نتيجة اختلال فى وظائف الكلى او اختلال فى املاح الالكتروليت (الاملاح التى تعطى بعد التفاحيم و السباقات) نتيجة كثرة التدريبات و المشاركات مع عدم استخدام كميات مناسبة من املاح الالكتروليت و قد يكون الارتفاع مطلق نتيجة الاستخدامات المفرطة للادوية و المكملات الغذائية التى تساعد على انتاج كريات الدم الحمراء.
الاحتمال الثالث و هو أن تكون قيم الفحص منخفضة و تعرف فى هذة الحالة بمرض (الانيميا) و انخفاض نسب الدم له انواعه و كل نوع له اسبابة و يتم تشخيص معظم انواعة من خلال قراءة نتائج فحص الدم و لن نخوض فى تفاصيل و تعقيدات قد لا تهم كثيرا المضمرين و ملاك الهجن و لكن سنتناول و باختصار شديد اسباب نقص معايير فحص الدم للهجن و منها اسباب تغذوية نتيجة نقص العناصر الغذائية الهامة مثل (الحديد و النحاس و الكوبلت ) و الامراض الطفيلية سواء كانت داخلية معوية مثل الديدان و الكوكسيديا او داخلية دموية مثل التريبانوسوما (الزنبور او الهيام) و امراض الكلى و الكبد بلا شك لها دور كبير فى انخفاض نسب الدم و استخدام بعض المضادات الحيوية التى تقتل البكتيريا المفيدة فى الكرش (معدة الابل) و التى تنتج الفيتامينات الهامه لانتاج الدم مثل فيتامين ب 12 و حامض الفوليك و ايضا الاستخدام المفرط لادوية مضادات الالتهاب فى علاج العرج (الضلاع) و عدم استخدام ما يناسب طبيعة الابل حيث يؤدى الاستخدام المفرط لها الى تلف الكلى و بالتالى نقص هرمون (الإريثروبيوتين) و من اسباب نقص نسب الدم كثرة التدريبات مع وجود نقص فى الفوسفور الهام فى الحفاظ على سلامة الجدار الخلوى لكريات الدم الحمراء مما قد يؤدى الى تكسرها و نزول بول مدمم فى هجن السباقات و قد تستمر هذة الظاهرة لعدة اسابيع و تشفى المطايا بإراحتها من التدريبات و استخدام ادوية تحتوى على عنصر الفوسفور و فيتامينات ب1 و ب مركب و استخدام الاملاح و السوائل الوريدية و ايضا مع كثرة التدريبات و المشاركة فى السباقات تقل كفائة نخاع العظام فى انتاج خلاايا كريات الدم الحمراء لذلك دائما الاعمار اكبر من اربع سنوات (سن الجداع الثنايا و الزمول) تعانى من نقص نسب الدم حتى مع استخدام ادوية و مكملات غذائية تحتوى على الحديد و النحاس و الكوبالت و فيتامين ب12 و قد تستجيب هذة المطايا لاستخدام ما يعرف بهرمونات البناء او Anabolic Steroids و قد تاخذ الاستجابة فترة طويلة تمتد لثلاثة شهور احيانا مع الإكتفاء بالتدريبات الخفيفة مع الحذر ان المشاركة قبل هذة المدة حتى لو تحسنت قيم الدم قد تعرض صاحب الهجن للعقوبة نظرا لان هذة الادوية من المواد المحظور استخدامها فى السباقات.
كيفية المحافظة على النسب المثلى لمعايير فحصوصات الدم لهجن السباقات:
اولا : يجب تحديد النسبة المثلى لكل مطية على حدة كما سبق ان ذكرنا وان يوضحها المضمر للطبيب البيطرى قبل ان يبدأ اى علاج.
ثانيا : فى حالة ارتفاع نسب الدم يستخدم املاح الالكتروليت (املاح التفاحيم) بالجرعات و المدة التى يحددها الطبيب على حسب قراءة الفحص بخلطها مع الماء و تجريعها للهجن خاصة فى فصل الشتاء حيث تعزف الهجن عن شرب المياه و و يستخدم الاملاح عن طريق الحقن بالوريد اذا رأى الطبيب البيطرى ضرورة لذلك.
ثالثا : علاج نقص الدم يعتمد على تحديد الاسباب التى ذكرناها لاحقا فتعالج الطفيليات و امراض الكبد و الكلى قبل ان نفكر فى استخدام ادوية و مكملات غذائية تحتوى على (الحديد و النحاس و الكوبلت و فيتامين ب12 و ( حامض الفوليك ) و يجب استشارة الطبيب البيطرى لتحديد نوعية الادوية المستخدمة و جرعاتها و المدة الزمنية للعلاج.
رابعا : اعادة الفحص بعد الانتهاء من فترة العلاج باسبوع لتقييم العلاج و بعدها تفحص هجن السباقات على الاقل مرة كل شهر للتاكد من الحفاظ على النسب المثلى للدم.
فى الجزئ القادم سنتناول ما تبقى من الجزىء الاول الخاص بالمكون الخلوى و هى كريات الدم البيضاء(المسؤلة عن المناعة) و الصفائح الدموية بالاضافة الى الجزىء الثانى للدم الخاص (بالبلازما) و ما تحتويها من انزيمات للعضلات و الكبد و الكلى و الحديد و النحاس و غيرها.